عبد الرحمن الامين: لا وقت للنواح او التبرير فقد غادر قطار الثورة محطة حمدوك

عبدالرحمن الأمين

يتعين تسمية الاشياء بمسمياتها والاعتراف ، أولا ، بأن توقيع الدكتور عبدالله حمدوك علي اتفاق ( من لا يملك لمن لايستحق ) عني سقوطه سقوطا مدوّيا ، وجرّده من آهلية إستمراره كرمز لقيادة ثورة ديسمبر المجيدة . فقد داس الرجل بقدميه علي أكفان شهدائنا ، وبصق علي تضحيات جماهير شعبنا السوداني بلا وازع او تردد . لتجاوز هذه المرارة ينبغي ، بادئا ذي بدء ، تصديق وقوعها ويكفي دليلا ان مُسبب الفاجعة يملأ شاشات التلفزة ومحطاتها مكابرا علي فعلته مما يشئ بعدم إكتراثه رغم إعترافه ان برهان إنقلب علي الثورة !!

بعد بلع هذا الحنظل المُر يتعين علينا المضي في درب الثورة ومغادرة محطة حمدوك فورا . مايلزمنا الان هو التنادي للتلاحم اكثر والاصطفاف حول مطالبنا الثابتة : إنهاء حكم العسكر وقيام حكم ديموقراطي . فالنواح والانهماك في السفسطة وتطريز مفروشات الديوانيات بحالة الإنكار State of Denial لن يجدي شيئا . أيضا ، لن يفيدنا إختلاق التبريرات وتقديم تفسيرات قراءة الكف وتخريجات ” بله الغائب ” وهلوسات تفسير الغيب السياسي .

فلا إشاعات سُم فاغنر الروسي ، ولا دعاوي التنويم المغناطيسي، ولا مزاعم جلسات الإجهاد النفسي ، ولا فرضيات حمار النوم وكوابيس المشي الليلي ستغير الحقيقة الباردة .

كفانا إنكارًا .

فالثابت هو أن الدكتور عبدالله حمدوك ” إختار ” وبمحض ارادته رمي طوق نجاة لقتلة شعبنا وسعي لانقاذهم من حصارنا الغاضب ورفضنا لهم . فشق الصفوف ووقف بيننا وبينهم ، رغم ان ضمير العالم كله إصطف معنا مفجوعا ومواسيا علي ما أظهروه من إصرار علي التقتيل بوحشية ، والقمع بشبحية دامية في الظلام ، فقطعوا النت والكهرباء ! تحرك حمدوك قاصدا وقف مطالبتنا بالعدالة والقصاص منهم ولوقف قتلهم خيارنا من الشهداء السلميين الابرياء .

وّقت الحَجّاز مجيئه بدقة ، فوصل للقصر مع ظهر زغرودة الثورة وزمجرة براكين الغضب في ميدان جاكسون ظهيرة 21 نوفمبر . وبالرغم الذهول والهرجلة إلا أن عناية الله تداركتنا . فبدلا من إنشراخ صفنا وذهاب ريحنا ، تصدي الشارع بوعيه المتميز للنازلة فساط الحجّاز بمايستحقه من عكاز رافض لوساطته. نعم ، لقد لملمتنا المصيبة وأعادت لنا وحدتنا فرفضنا بحزم لا ريب فيه إتفاق الهزيمة . فبدلا من أن يفلح حمدوك في شق صفنا بجر حلفائه الجدد لبر الامان ، سحبوه هم معهم الي لجة الغرق فتكوّم معهم وإنتحر سياسيا .

التبرير الذي يزّين به الدكتور حمدوك إتفاقه مع الانقلابيين فحواه هو

” حرصه” علي حقن الدماء . وهذا تبرير تالف ولا يقف علي ساقين .

فلو أراد ( حقا ) حقن الدماء ، فلماذا لم يقبل بذات الروشتة التي عرضها عليه علنا الناظر محمد الامين ترك، ناظر نظارات البجا والعموديات المستقلة يوم 14 سبتمبر 2021؟

فذات الصفقة كانت بين يديه ، بدون قتل او تتريس أو مواكب . لماذا لم يقبل بها آنذاك ويوفر للوطن 68 يوما من تعطيل لدولاب الحياة (١٤ سبتمبر – ٢١نوفمبر ) ؟ ألم يك القبول بها سيجنب البلاد والعباد شر إنقلاب 25 اكتوبر الذي تحجج بذات منطق ناظر الهدندوة المطالب بهيمنة العسكر وحل الحكومة ولجنة التمكين وصرف كروت العضوية للكيزان لينتسبوا لخيمة الحكم الجديدة ؟ لو قبل حمدوك في سبتمبر لحقن (فعلا ) الدماء ولما إرتقي قرابة الخمسين شهيدا ، ولوّفر كيْ حشا المئات من الامهات الثاكلات ولجنّب اكثر من 500 شابة وشابة مشقة الانتظار في صفوف العلاج الطبيعي وتكبد اعاقات جسدية ونفسية ستظل معهم وللابد !

عرض ناظر الهدندوة ، تجدونه ادناه صوتا وصوره ، نصه :

( احسن يسرعو في حل هذه الحكومة وتكوين حكومة وطنية كفاءات وطنية وتكملة المؤسسات وتكون الحاضنة السياسية ، حاضنة سياسية وتدافع عن الثورة يعني . )

mango whatsapp mango whatsapp

السابق

لأول مرة .. عدد الإناث يفوق الذكور في هذه الدولة

السابق

بعد مهاجمتها .. بطلة أزمة حفل زفاف (تامر حسني) تخرج عن صمتها

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 4 =